فصل: كتاب القرض والمضاربة من قسم الأفعال

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **


الأطفال المتكلمون في المهد

40467- لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة‏:‏ عيسى، وكان في بني إسرائيل رجل يقال له جريج يصلي جاءته أمه فدعته فقال‏:‏ أجيبها أو أصلي‏!‏ فقالت‏:‏ اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات‏!‏ وكان جريج في صومعته فتعرضت له امرأة، فكلمته فأبى، فأتت راعيا فأمسكته من نفسها، فولدت غلاما فقالت‏:‏ من جريج، فأتوه وكسروا صومعته فأنزلوه وسبوه، فتوضأ وصلى ثم أتي الغلام فقال‏:‏ من أبوك يا غلام‏؟‏ قال‏:‏ الراعي، قالوا‏:‏ نبني لك صومعتك من ذهب‏!‏ قال‏:‏ لا إلا من طين‏:‏ وكانت امرأة ترضع ابنا لها في بني إسرائيل فمر بها رجل راكب ذو شارة فقالت‏:‏ اللهم اجعل ابني مثله‏!‏ فترك ثديها وأقبل على الراكب وقال‏:‏ اللهم‏!‏ لا تجعلني مثله، ثم أقبل على ثديها يمصه، ثم مر بأمة فقالت أمه‏:‏ اللهم‏!‏ لا تجعل ابني مثل هذه، فترك ثديها وقال‏:‏ اللهم اجعلني مثلها‏!‏ فقالت‏:‏ لم ذاك‏؟‏ فقال‏:‏ الراكب جبار من الجبابرة، وهذه الأمة يقولون‏:‏ سرقت زنت، ولم تفعل‏.‏

‏(‏حم، ق عن أبي هريرة‏)‏ ‏(‏أخرجه البخاري في صحيحه كتاب أحاديث الأنبياء باب واذكر في الكتاب مريم ‏(‏4/201‏)‏ ومسلم في كتاب البر باب تقديم بر الوالدين رقم ‏(‏2550‏)‏‏.‏ ص‏)‏‏.‏

قصة ماشطة بنت فرعون

40468- لما كانت الليلة التي أسرى بي فيها وجدت رائحة طيبة فقلت‏:‏ ما هذه الرائحة الطيبة يا جبريل‏؟‏ قال‏:‏ هذه رائحة ماشطة بنت فرعون وأولادها، قلت ما شأنها‏؟‏ قال‏:‏ بينما هي تمشط بنت فرعون إذ سقط المشط من يدها فقالت‏:‏ بسم الله‏:‏ فقالت بنت فرعون‏:‏ أبي‏؟‏ فقالت‏:‏ لا ولكن ربي وربك ورب أبيك الله، قالت‏:‏ وإن لك ربا غير أبي‏؟‏ قالت‏:‏ نعم، قالت‏:‏ فأعلمه بذلك‏؟‏ قالت‏:‏ نعم، فأعلمته، فدعا بها فقال‏:‏ يا فلانة‏!‏ ألك رب غيري‏؟‏ قالت‏:‏ نعم، ربي وربك الله الذي هو في السماء، فأمر ببقرة من نحاس فأحميت ثم أخذ أولادها يلقون فيها واحدا بعد واحد، فقالت‏:‏ إن لي إليك حاجة‏!‏ قال‏:‏ وما هي‏؟‏ قالت‏:‏ أحب أن تجمع عظامي وعظام ولدي في ثوب واحد فتدفننا جميعا‏!‏ قال‏:‏ ذلك لك لما لك علينا من الحق، فلم يزل أولادها يلقون في البقرة حتى انتهى إلى ابن لها رضيع فكأنما تقاعست من أجله فقال لها‏:‏ يا أمه‏!‏ اقتحمي فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، ثم ألقيت مع ولدها، وتكلم أربعة وهم صغار‏:‏ هذا وشاهد يوسف وصاحب جريج وعيسى ابن مريم‏.‏

‏(‏حم، ن ك، هب - عن ابن عباس‏)‏‏.‏

40469- اشترى رجل من رجل عقارا له، فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب، فقال له الذي اشترى العقار‏:‏ خذ ذهبك مني، إنما اشتريت منك الأرض ولم أبتع الذهب، وقال الذي له الأرض‏:‏ إنما بعتك الأرض وما فيها، فتحاكما إلى رجل، فقال الذي تحاكما إليه‏:‏ ألكما ولد‏؟‏ قال أحدهما‏:‏ لي غلام، وقال الآخر لي جارية، فقال‏:‏ أنكحوا الغلام الجارية وأنفقوا على أنفسهما منه وتصدقوا‏.‏

‏(‏حم، ق ‏(‏أخرجه البخاري في صحيحه كتاب أحاديث الأنبياء ‏(‏4/213‏)‏‏.‏ ومسلم كتاب الأقضية باب استحباب اصلاح الحاكم بين الخصمين رقم ‏(‏721‏)‏‏.‏ ض‏)‏، ه - عن أبي هريرة‏)‏‏.‏

الإكمال من قصة ماشطة بنت فرعون

40470- إن بني إسرائيل استخلفوا عليهم خليفة، فقام يصلي في القمر فوق بيت المقدس فذكر أمورا صنعها فتدلى بسبب فأصبح السبب متعلقا بالمسجد وقد ذهب، فانطلق حتى أتى قوما على شط البحر فوجدهم يصنعون لبنا فسألهم‏:‏ كيف تأخذون على هذا اللبن‏؟‏ فأخبروه فلبث معهم، فكان يأكل من عمل يده حتى إذا حضرت الصلاة تطهر وصلى، فرفع ذلك العامل إلى دهقانهم فقال‏:‏ فينا رجل يصنع كذا وكذا، فأرسل إليه فأبى أن يأتيه، ثم إنه جاء يسير على دابة، فلما رآه فر، فتبعه فسبقه فقال‏:‏ أنظرني أكلمك كلمة‏!‏ فقام حتى كلمه فأخبره أنه كان ملكا وأنه فر من رهبة دينه، فقال‏:‏ إني لاحق بذلك معك‏!‏ فعبدا الله جميعا، فسألا الله عز وجل أن يميتهما جميعا، فماتا جميعا‏.‏

‏(‏طب عن ابن مسعود‏)‏ ‏(‏أورده السيوطي في الجامع الكبير رقم ‏(‏6405‏)‏ وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 10/28‏:‏‏؟‏‏؟‏ رواه الطبراني في الأوسط والكبير والبزار واسناده حسن‏.‏ ص‏)‏‏.‏

40471- إن نبيا من الأنبياء أعجبته كثرة أمته فقال‏:‏ من يقوم لهؤلاء‏!‏ فأوحى الله إليه أن خير أمتك بين إحدى ثلاث‏:‏ إما أن أسلط عليهم الموت، أو العدو، أو الجوع؛ فعرض لهم ذلك فقالوا‏:‏ أنت نبي الله نكل ذلك إليك فخر لنا، فقام إلى صلاته وكانوا يفزعون إذا فزعوا إلى الصلاة فصلى فقال‏:‏ أما الجوع فلا طاقة لنا به، ولا طاقة لنا بالعدو، ولكن الموت‏!‏ فسلط عليهم الموت، فمات منهم في ثلاثة أيام سبعون ألفا؛ فأنا اليوم أقول‏:‏ اللهم‏!‏ بك أحاول، وبك أصاول، وبك أقاتل، ولا حول ولا قوة إلا بالله‏.‏

‏(‏حم، ع طب، حل، ق، ص عن صهيب‏)‏‏.‏

كتاب القصص من قسم الأفعال

قصة ماشطة بنت فرعون

40472- ‏{‏مسند أبي‏}‏ ليلة أسرى بي وجدت ريحا طيبة فقلت‏:‏ يا جبريل‏!‏ ما هذه الريح الطيبة‏؟‏ فقال‏:‏ هذه ريح الماشطة وابنيها وزوجها، وكان بدء ذلك أن الخضر كان من أشراف بني إسرائيل وكان ممره براهب في صومعته فيطلع عليه الراهب فيعلمه الإسلام، فلما بلغ الخضر فزوجه أبوه امرأة فعلمها الخضر الإسلام وأخذ عليها أن لا تعلمه أحدا وكان لا يقرب النساء فطلقها، ثم زوجه أبوه امرأة أخرى فعلمها وأخذ عليها أن لا تعلمه أحدا فطلقها، فكتمت إحداهما وأفشت عليه الأخرى، فانطلق هاربا حتى أتى جزيرة في البحر فأقبل رجلان يختصمان فرأياه فكتم أحدهما وأفشى الآخر وقال‏:‏ لقد رأيت الخضر، فقيل له‏:‏ من رآه معك‏؟‏ قال‏:‏ فلان‏:‏ فسئل فكتم، وكان في دينهم أن من كذب قتل؛ فتزوج المرأة الكاتمة فبينا هي تمشط بنت فرعون سقط المشط من يدها فقال‏:‏ تعس فرعون‏!‏ فأخبرت أباها، وكان للمرأة ابنان وزوج فأرسل إليهم فراود المرأة وزوجها أن يرجعا عن دينهما فأبيا، فقال‏:‏ إني قاتلكما، فقالا‏:‏ إحسان منك إلينا إن قتلتنا أن تجعلنا في بيت ففعل‏.‏

‏(‏وابن مردويه - عن أبي ذر، وسنده حسن‏)‏‏.‏

40473- ‏{‏أيضا‏}‏ عن قتادة عن مجاهد عن ابن عباس قال‏:‏ حدثني أبي بن كعب قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ شممت ليلة أسري بي رائحة طيبة فقلت‏:‏ يا جبريل‏!‏ ما هذه الرائحة الطيبة‏؟‏ قال ريح قبر الماشطة وابنيها وزوجها، وكان بدء ذلك أن الخضر كان من أشراف بني إسرائيل وكان ممره براهب في صومعة فيطلع عليه الراهب فيعلمه الإسلام وأخذ عليه أن لا تعلمه أحدا، ثم إن أباه زوجه امرأة فعلمها الإسلام وأخذ عليها أن لا تعلمه أحدا وكان لا يقرب النساء، ثم زوجه أخرى فعلمها الإسلام، وأخذ عليها أن لا تعلمه أحدا ثم طلقها، فأفشت عليه إحداهما وكتمت الأخرى، فخرج هاربا حتى أتى جزيرة في البحر فرآه رجلان فأفشى عليه أحدهما وكتم الآخر، فقيل له‏:‏ ومن رآه معك‏؟‏ قال‏:‏ فلان، وكان في دينهم أن من كذب قتل، فسئل فكتم، فقتل الذمي أفشى عليه ثم تزوج الكاتم عليه المرأة الكاتمة، فبينا هي تمشط بنت فرعون إذ سقط المشط من يدها فقالت‏:‏ تعس فرعون‏!‏ فأخبرت الجارية أباها، فأرسل إلى المرأة وابنيها وزوجها، فأرادهم أن يرجعوا عن دينهم فأبوا، فقال‏:‏ إني قاتلكما قالوا‏:‏ أحببنا إن أنت قتلتنا أن تجعلنا في قبر واحد، فقتلهم فجعلهم في قبر واحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ما شممت رائحة أطيب منها وقد دخلت الجنة‏.‏

‏(‏ه، كر‏)‏ ‏(‏أخرجه ابن ماجه كتاب الفتن باب الصبر على البلاء رقم 430‏؟‏‏؟‏‏.‏ وقال في الزوائد‏:‏ في إسناده سعيد بن بشير يتكلمون في حفظه وضعفه غيرهم‏.‏ ص‏)‏‏.‏

أصحاب الغار

40474- عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ خرج ثلاثة نفر فأصابتهم السماء فدخلوا غارا فانطبق عليهم الجبل، فقال بعضهم لبعض‏:‏ هذا بأعمالكم فليقم كل رجل فليدع الله بخير عمله قط، فقام أحدهم فقال‏:‏ اللهم‏!‏ إنك تعلم أنه كان لي أبوان كبيران وكنت لا أغتبق حتى أغبقهما، وأني أتيتهما ليلة بغبوقهما فقمت على رؤسهما فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أنبههما من نومهما وكرهت أن أنصرف حتى يغتبقا، فلم أزل قائما على رؤسهما حتى نظرت إلى الفجر، اللهم‏!‏ إن كنت تعلم أن ذلك كذلك فافرج عنا، فانصدع الصخرة حتى نظروا إلى الضوء؛ ثم قام الآخر فقال‏:‏ اللهم‏!‏ إن كنت تعلم أنه كانت لي ابنة عم وكنت أحبها حبا شديدا وأني سمتها نفسها فقالت‏:‏ لا إلا بمائة دينار، فجمعتها لها، فلما أمكنتني من نفسها قالت‏:‏ لا يحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه، فقمت فتركتها، اللهم‏!‏ إن كنت تعلم أن ذلك كذلك فافرج عنا، فانفرج الجبل حتى كادوا يخرجون، ثم قام الآخر فقال‏:‏ اللهم‏!‏ إن كنت تعلم أنه كان لي أجراء كثير وكان لا يبيت لأحد منهم عندي أجر، وإن أجيرا منهم ترك أجره عندي وإني زرعته فأخصب، فاتخذت منه عبدا ومالا كثيرا، فأتى بعد حين فقال لي‏:‏ يا عبد الله‏!‏ أعطني أجري، قلت‏:‏ هذا كله أجرك، قال‏:‏ يا عبد الله لا تتلاعب بي، قلت‏:‏ ما أتلاعب بك، فأخذه كله ولم يترك لي منه قليلا ولا كثيرا، اللهم‏!‏ إن كنت تعلم أن ذلك كذلك فافرج عنا؛ فانفرج الجبل عنهم فخرجوا‏.‏

‏(‏الحسن بن سفيان‏)‏‏.‏

40475- عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ خرج ثلاثة فيمن كان قبلكم يرتادون لأهليهم فأصابتهم السماء فلجؤا إلى جبل، فوقعت عليهم صخرة فقال بعضهم لبعض‏:‏ عفا الأثر، ووقع الحجر، ولا يعلم مكانكم إلا الله، ادعوا الله بأوثق أعمالكم؛ فقال أحدهم‏:‏ اللهم‏!‏ إن كنت تعلم أنه كانت امرأة تعجبني فطلبتها، فأبت علي فجعلت لها جعلا، فلما قربت نفسها تركتها، فإن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا‏!‏ فزال ثلث الجبل؛ فقال الآخر‏:‏ اللهم‏!‏ إن كنت تعلم أنه كان لي والدان وكنت أحلب لهما في إنائهما، فإذا أتيتهما وهما نائمان قمت قائما حتى يستيقظا، فإذا استيقظا شربا، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا‏!‏ فزال ثلث الحجر؛ فقال الثالث‏:‏ اللهم‏!‏ إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا يوما فعمل نصف النهار فأعطيته أجره، فتسخطه ولم يأخذه، فوفرتها عليه حتى صار من كل المال، ثم جاء يطلب أجره فقلت‏:‏ هذا كله، ولو شئت لم أعطه إلا أجره، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا‏!‏ فزال الحجر وخرجوا يتماشون‏.‏

‏(‏حب، طس‏)‏‏.‏

40476- عن حنش بن الحارث عن أبيه عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ بينما نفر ثلاثة يمشون إذ أخذهم المطر فأووا إلى غار في جبل، فانحطت عليهم في غارهم صخرة من الجبل فأطبقت عليهم بعض الغار، فقال بعضهم‏:‏ انظروا أعمالا عملتموها لله صالحة فادعوه بها، فدعوا الله فقال بعضهم‏:‏ اللهم‏!‏ إنه كان لي أبوان شيخان كبيران وامرأة وصبيان فكنت أرعى عليهم، فإذا رحت إليهم حلبت لهم فبدأت بوالدي أسقيهما قبل بني، وإنه نأى بي الشجر فلم آت حتى أمسيت فوجدتهما قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب فجئت فقمت عند رؤسهما أكره أن أوقظهما من نومهما وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما، فجعلوا يتضاغون عند قدمي، فلم أزل كذلك وكان دأبهم حتى طلع الفجر؛ فإن كنت تعلم أني جعلت ذلك ابتغاء لوجهك فافرج عنا فرجة نرى منها السماء‏!‏ ففرج الله لهم فرجة؛ وقال الآخر‏:‏ اللهم‏!‏ إنه كانت لي ابنة عم فأحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء، فطلبت إليها نفسها فأبت علي حتى آتيها بمائة دينار، فسعيت حتى جمعت مائة دينار فجئتها بها، فلما قعدت بين رجليها قالت‏:‏ يا عبد الله‏!‏ اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فقمت عنها؛ فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا فرجة نرى منها السماء‏!‏ ففرج الله لهم فرجة؛ وقال الآخر‏:‏ اللهم‏!‏ إني استأجرت أجيرا، فلما قضى عمله قال‏:‏ أعطني حقي، فأعرضت عنه فتركه ورغب عنه، حتى اشتريت بقرا رعيتها له، فجاء بعد حين فقال‏:‏ اتق الله ولا تظلمني وأعطني حقي، فقلت‏:‏ اذهب إلى تلك البقر وراعيها فخذه فهو لك، فقال‏:‏ اتق الله ولا تستهزئ بي، فقلت‏:‏ إني لا أستهزئ بك فخذ تلك البقر وراعيها، فأخذها وذهب؛ فإن كنت تعلم إني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا ما بقي‏!‏ ففرجها الله عنهم‏.‏

‏(‏الخرائطي في اعتلال القلوب‏)‏‏.‏

40477- ‏{‏مسند أنس‏}‏ إن ثلاثة نفر فيما سلف من الناس انطلقوا يرتادون لأهلهم فأخذتهم السماء فدخلوا غارا، فسقط عليهم حجر متجاف حتى ما يرون منه خصاصة فقال بعضهم لبعض‏:‏ قد وقع الحجر، وعفا الأثر، ولا يعلم مكانكم إلا الله عز وجل، فادعوا الله بأوثق أعمالكم، فقال رجل منهم‏:‏ اللهم‏!‏ إن كنت تعلم أنه كان لي والدان فكنت أحلب لهما في إنائهما فآتيهما، فإذا وجدتهما راقدين قمت على رؤسهما كراهية أن أرد سنتهما في رؤسهما حتى يستيقظا متى استيقظا، اللهم‏!‏ إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك ففرج عنا‏!‏ فزال ثلث الحجر؛ وقال الثاني‏:‏ اللهم‏!‏ إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا على عمل يعمله، فأتاني يطلب أجره وأنا غضبان فزبرته، فانطلق وترك أجره، فجمعته وثمرته حتى كان منه كل المال، فأتاني يطلب أجره فدفعت إليه ذلك كله، ولو شئت لم أعطه إلا أجره الأول؛ اللهم‏!‏ إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك ففرج عنا‏!‏ فزال ثلث الحجر؛ وقال الثالث‏:‏ اللهم‏!‏ إن كنت تعلم أنه أعجبته امرأة فجعل لها جعلا، فلما قدر عليها وفر ‏(‏وفر‏:‏ وفرت له طعامه توفيرا إذا أتممته ولم تنقصه ووفرت عليه حقه توفيرا أعطيته الجميع فاستوفره أي فاستوفاه‏.‏ أ ه ‏(‏2/919‏)‏ المصباح المنير‏.‏ ب‏)‏ لها نفسها وسلم لها جعلها، اللهم‏!‏ إن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك ففرج عنا‏!‏ فزال الحجر وخرجوا معانيق ‏(‏معانيق‏:‏ أي مسرعين، جمع معناق‏.‏ أ ه ‏(‏3/31‏)‏ النهاية‏.‏ ب‏)‏ يتماشون‏.‏

‏(‏ط، حم، وأبو عوانة عن أنس‏)‏‏.‏

 كتاب القرض والمضاربة من قسم الأفعال

‏(‏المقارضة‏:‏ القراض‏:‏ المضاربة في لغة أهل الحجاز، يقال قارضه يقارضه قراضا ومقارضة‏.‏ أ ه ‏(‏4/‏؟‏‏؟‏‏)‏‏.‏ ب‏)‏

40478- عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن جده أنه عمل في مال لعثمان بن عفان على أن الربح بينهما‏.‏

‏(‏مالك، ق‏)‏‏.‏

40479- عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه أنه قال‏:‏ جئت عثمان بن عفان فقلت له‏:‏ قد قدمت سلعة فهل لك أن تعطيني مالا فأشتري بذلك‏؟‏ فقال‏:‏ أتراك فاعلا‏؟‏ فقلت‏:‏ نعم ولكني رجل مكاتب فأشتريها على أن الربح بيني وبينك‏.‏ قال‏:‏ نعم، فأعطاني مالا على ذلك‏.‏

‏(‏ق‏)‏‏.‏

40480- عن عبد الله بن حميد عن أبيه عن جده أن عمر بن الخطاب دفع إليه مال يتيم مضاربة، فطلب فيه فأصاب، فقاسمه الفضل‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

40481- عن أسلم قال‏:‏ خرج عبد الله وعبيد الله ابنا عمر بن الخطاب في جيش إلى العراق، فلما قفلا مرا على أبي موسى الأشعري فرحب بهما وسهل وهو أمير البصرة فقال‏:‏ لو أقدر لكما على أمر أنفعكما به لفعلت‏!‏ ثم قال‏:‏ بلى ههنا مال من مال الله أريد أن أبعث به إلى أمير المؤمنين فأسلفكماه فتبتاعان به متاعا من متاع العراق ثم تبيعانه بالمدينة فتؤديان رأس المال إلى أمير المؤمنين ويكون لكما الربح‏!‏ فقالا‏:‏ وددنا، ففعلا فكتب إلى عمر أن يأخذ منهما المال، فلما قدما باعا وربحا، فلما دفعا ذلك إلى عمر قال أكل الجيش أسلفه كما أسلفكما‏؟‏ قالا‏:‏ لا‏:‏ قال عمر‏:‏ ابنا أمير المؤمنين فأسلفكما‏!‏ أديا المال وربحه، فأما عبد الله فسلمه، وأما عبيد الله فقال‏:‏ ما ينبغي لك يا أمير المؤمنين هذا‏!‏ لو هلك المال أونقص لضمناه، قال‏:‏ أدياه‏!‏ فسكت عبد الله، وراجعه عبيد الله، فقال رجل من جلساء عمر بن الخطاب‏:‏ يا أمير المؤمنين‏؟‏ لو جعلته قراضا‏!‏ فقال‏:‏ قد جعلته قراضا، فأخذ عمر المال ونصف ربحه وأخذ عبد الله وعبيد الله نصف ربح المال‏.‏

‏(‏مالك والشافعي‏)‏ ‏(‏أخرجه الإمام مالك من الموطأ كتاب القراض باب ما جاء في القراض رقم ‏(‏1‏)‏‏.‏ ص‏)‏‏.‏

40482- عن علي في المضاربة ‏(‏المضاربة‏:‏ أي تعطي مالا لغيرك يتجر فيه فيكون له سهم معلوم من الربح، وهو مفاعلة من الضرب في الأرض والسير فيها للتجارة‏.‏ أ ه ‏(‏3/79‏)‏ النهاية‏.‏ ب‏)‏ والشريكين‏:‏ الوضيعة على المال والربح على ما اصطلحوا عليه‏.‏

‏(‏عب‏)‏‏.‏

40483- عن علي قال‏:‏ من قاسم الربح فلا ضمان عليه‏.‏

‏(‏عب‏)‏‏.‏